* ما ورد في كتاب التلميذ للسنة الرابعة متوسّط :
أ / علم المعاني : " الأساليب الإنشائيّة و الخبريّة "
- ( الفخّاريّ الصّبور ) ص : 223 , الفرق بين الإنشاء و
الخبر , حتى يتمكّن التلميذ من التمييز بينهما .
- ( كيف خلقت الضفادع ؟ ) ص : 159 , نوع من الإنشاء ,
الاستفهام و الغرض , يتمكّن التلميذ من الوقوف على أغراض الاستفهام كالاستنكار و
الاستعطاف ... إلخ .
- ( السّكريّ ) ص : 73 , الأسلوب العلميّ نوع جديد مع
التعليل و التدليل لذلك و إبراز أثر العاطفة و الخيال في النص الأدبيّ و انعدامها
في النص العلميّ .
ب / علم البيان : " الحقيقة و المجاز " موضوع يتكرّر كلّ مرّة و يقدّم على شكل
جرعات .
- ( سيّارة المستقبل ) ص : 09 المجاز و الحقيقة كمدخل أو
تمهيد فقط .
- ( المدنيّة الحديثة ) ص : 19 و 20 , تعميق الفهم فيما سبق مع التركيز على القرينة
اللّفظيّة , بالإضافة إلى ما تضمّنته بعض النصوص الموالية لموضوع الحقيقة و المجاز
.
- " الاستعارة " : ( من شمائل الرسول
"صلّي اللّه عليه و سلّم" ) ص : 46 و 47 , التطرّق لمفهوم الاستعارة و
ذلك عن طريق " التشبيه " لأنّه مكسب قبليّ . ( الفنّان محمّد تمّام ) ص
: 54 , الاستعارة المكنية . ( الخسوف و الكسوف ) ص : 65 و 66 , الاستعارة
التصريحية .
- " الكناية " : ( زرياب مبتكر
الموسيقى الأندلسية ) ص : 137
ج / علم البديع : " المحسّنات اللّفظية و المعنوية " من خلال موضوع ( لا تقهروا
الأطفال ) ص : 28 , التركيز على السّجع . و السؤال الأخير ص : 182 من نصّ ( حديقة
) لأحمد حسن الزيّات فإنّه يتضمّن أغلب المواضيع السابقة لعلم البديع التي سبق
دراستها في السنوات " 1 . 2 . 3 " .
موضوعات البلاغة
1 ) المعـــــاني :
أ / الخبر و الإنشاء :
1 – الخبر : هو كلّ كلام يحتمل الصدق و الكذب ( أي يطابق الواقع أو لا يطابقه ) بصرف
النظر عن قائله .
2 – الإنشاء : هو كلّ كلام لا يحتمل الصدق و الكذب , و لا يصحّ أن يقال لقائله : إنّه
صادق فيه أو كاذب , لأنّه إمّا أن يطلب به حدوث فعل , أو ينهى عنه , أو يسأل لرجاء
فهمه , فهو : أمر , نهي و استفهام .
* أغراض الخبر : للخبر غرضان أصليان ؛ فإذا استفاد المخاطب الحكم الذي تضمّنته الجملة فذلك
ما يسمّى(فائدة الخبر)
و يتحقّق ذلك عندما يكون المخاطب خالي الذهن من هذا
الحكم مثل : " نعم لقد حوّل الحاسوب
و شبكة الأنترنت العالمَ إلى قرية صغيرة بتمكيننا من الاشتراك مع الآخرين في
المعلومات في أيّ مكان و أيّ زمان " [ نص ؛ سيّارة المستقبل ص : 08 ], و إذا
أفاد أنّ المتكلّم عالم بالحكم , فذلك هو ما يسمّى ( لازم الفائدة ) . مثل
: " صحيح أنّ التكنولوجيا ما زالت بعيدة عن تمكيننا من دخول آلة شبيهـة
بمقطـورة الهاتف و الانتقال في لمح البصر إلى مكان آخر عبر الضفّة الأخرى لعالمنا
. " [ نفس المرجع ]
* قد يخرج الخبر
الأدبي إلى أغراض بلاغية تفهم من سياق الخبر و موضوعه و حالة قائله النفسية , و من
تلك الأغراض : ( الفخر , التعبير عن الضيق و الألم , إظهار الحسرة و الأسى ,
التوبيخ , التهديد , التحقير , الاستعطاف )
- مثـــــل :
قال المرقّش الأكبر :
إنّا لَنُرْخِصُ يومَ الرّوعِ أنفسَنا و لو نُسامُ بها في الأمنِ أُغْلِينا
شُعْثٌ مَفارقُنا , تَغْلِي مَرَاجِلُنا نَأْسُو بأموالـنا آثـارَ أيديـنا
المُطْعمون إذا هبّت شآميّـةٌ و خيرٌ نـادٍ رآهُ النّـاسُ نادينا
- نقل خبر لسامع لا يعلمه : " تؤيّد الجزائر قضايا
السلام في العالم " ( فائدة الخبر )
- نقل خبر لسامع يعرفه : " كنت صباحا في دار
البلدية " ( لازم الفائدة )
- الفخر : قال عنترة : إنّي امرؤ من خير عبس منصِبا ÷
شطري و أحمي ستائري بالمِنصَل
- الضيق و الألم : قال زهير : سئمت تكاليف الحياة و من
يعش ÷ ثمانين حولا – لا أبا لك – يسأم
- المدح : قال النابغة : فإنّك شمس و الملوك كواكب ÷ إذا
طلعت لم يبد منهنّ كوكب
- الحسرة و الأسى : قالت الخنساء : فقد ودّعت يومَ فراق
صخرٍ ÷ أبي حسّانَ لَذّاتي و أنسي
- التوبيخ , قال الإمام علي ( كرّم الله وجهه ) : "
يُغار عليكم و لا تغيرون , و تُغزَون و لا تغزُون , و يُعصَي الله و ترضَون "
- التهديد : قال الحجّاج : " إنّ الحزم و العزم
سلباني سوطي , و أبدلاني به سيفي "
- التحقير , قال الفرزدق : ضربت عليك العنكبوت بنسجها ÷
و قضى عليك به الكتاب المنزل
- الاستعطاف , قال جرير : إنّا لنرجو إذا ما الغيث
أخلفنا ÷ من الخليفة ما نرجو من المطر
المرقّش يتحدّث عن قومه و هو يحكي عنهم جملة من الأخبار
, فأرواحهم رخيصة وقت في الحروب , و غالية وقت السلم , و هم أصحاب حروب , يكرمون
الضيف و يتحمّلون ديات القتلى , كما أنّ ناديهم أعظم مكان يجتمع فيه الناس
و المعنى الحاصل هو الإبلاغ و إفادة المخاطب بهذه
المعلومات عن قومه , و كلام الشاعر هو الخبر , و الأخبار التي جاء بها تحتمل الصدق
فتكون مطابقة للواقع و قد تحتمل الكذب لعدم مطابقتها للواقع .
* أغراض الإنشاء : للأسلوب الإنشائي أغراض ثلاثة أصلية و هي ( الأمر , النهي و الاستفهام ) و
له أغراض أدبية أخرى تفهم من سياق الكلام .
- مثــــــل :
قال لقيط بن يعمر :
صونوا جيادكم و اجلوا سيوفكم و جدّدوا للقسيِّ النبْلَ و الشِّرَعـا
لا تثمروا المال للأعداء إنّـهم إنْ يظهروا يحتووكم و التِّلادَ معا
ما ذا يردّ عليـكم عـزَّ أوّلِكم إنْ ضاعَ آخرُه أو ذلّ و اتّضَـعا
يأمر لقيط قومه في البيت الأوّل بأن يحافظوا على خيولهم
, و يهيّئوا سيوفهم و أقواسهم و سهامهم للقتال , و في البيت الثاني ينهاهم عن جمع المال
و تنميته , لأنّ عدوّهم متربّص بهم , و في البيت الثالث يتساءل مخوّفا قومه من
ضيـاع مجدهم , و هكذا لا نجد في الأبيات الثلاثة شيئا يثبته الشاعر أو ينفيه , و
إنّما يطلب شيئا , أو ينهى عنه , او يستفهم عنه و مثل هذه الأساليب لا يمكن أن
توصف بالصدق أو الكذب .
- الأمر : و يأتي في
صيغ متعدّدة : ( فعل الأمر , المضارع المقترن بلام الأمر , المصدر النائب عن الأمر
, اسم فعل الأمر ) , و يكون الأمر على حقيقته إذا صدر من الأعلى إلى الأدنى , كأن
يكون من اللّه تعالى إلى عباده أو من الحاكم إلى رعيته أو من السيّد إلى عبده أو
من الأستاذ إلى تلميذه أو من الأب إلى ابنه .
- الأمر الحقيقي على وجه الإلزام :
* فعل الأمر : { و اخفض لهما جناح الذلّ من
الرّحمة و قل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا }
* المضارع المتصل بلام الأمر : { و لتكن منكم
أمّة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر }
* المصدر : { و قضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه و
بالوالدين إحسانا }
* اسم فعل الأمر: من خطبة هاشم بن عبد مناف " و عليكم
بمكارم الأخلاق فإنّها رفعة "
و قد يخرج الأمر
عن حقيقته إلى أغراض أدبية متعدّدة منها : ( الحثّ , التمنّي , الدعاء , النصح ,
التهديد , التعجيز , التحقير )
- الأمر الخارج عن حقيقته إلى أغراض أخرى :
* الحثّ , قال لقيط : فاشفوا غليلي برأيٍّ منكم حَصِدٍ ÷
يصبح فؤادي له ريّانَ قد نَقَعَا
* التمنّي , قال امرؤ القيس : إلا أيّها اللّيل الطويل
ألا انجل ÷ بصبح و ما الإصباح منك بأمثل
* الدعاء , قال تعالى : { ربّنا اغفر لنا ذنوبنا و كفّر
عنّا سيّئاتنا و توفّنا مع الأبرار }
* النصح , قال ذو الأصبع : " ألِنْ جانبَك لقومك
يحبّوك , و تواضعْ لهم يرفعوك "
* التهديد , قال حسّان : و إلاّ فاصبروا لجِلادِ يومٍ ÷
يعزّ الله فيه من يشـــاء
* التعجيز , قال الفرزدق : فادفع بكفّك إنْ أردت بناءنا
÷ ثهلانَ ذا الهضبات هل يتحلحل ؟
*التحقير , قال جرير : فغُضّ الطّرْف إنّك من نُمَيْرٍ ÷
فلا كعبا بلغتَ و لا كلابا
* الالتماس , قال عمر بن أبي ربيعة : و هيّجْتَ قلبا كان
قد ودّع الصّبا ÷ و أشياعَه فاشفعْ عسى أنْ تُشفّعا
- النهي : و يكون حقيقيا حين يطلب به الكفّ عن الفعل على وجه الإلزام , و صيغته هي
الفعل المضارع المسبوق بلا الناهية كأن يصدر من الأعلى إلى الأدنى .
- النهي الحقيقي على وجه الإلزام :
* قال تعالى : { يا أيّها الذين آمنوا لا يسخر قوم من
قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهنّ و لا
تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالألقاب ... }
و قد يخرج النهي عن حقيقته إلى أغراض أدبية تستفاد من
السياق, و منها :
( الدعاء , التيئيس , النصح , الاستعطاف , التمنّي ,
التحقير , التوبيخ ) .
- النهي الخارج عن حقيقته إلى أغراض أخرى :
* الدعاء , قال تعالى : { ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو
أخطأنا , ربّنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا
* التيئيس , قال تعالى : { لا تعتذروا قد كفرتم بعد
إيمانكم }
* النصح , قال لقيط : يا قوم لا تأمنوا إن كنتم غُيُراً
÷ على نسائكم كسرى و ما جمعا
* الاستعطاف , قال النابغة : فلا تتركنِّي بالوعيد
كأنّني ÷ إلى الناس مطليّ به القار أجرب
* التمنّي , قالت الخنساء : أعينيّ جودا و لا تجمدا ÷
ألا تبكيان لصخر الندى
* التحقير , قال الحطيئة : دعِ الأيّامَ لا ترحلْ
لبغيتها ÷ و اقعدْ فإنّك أنت الطّاعم الكاسي
* التوبيخ , قال بعضهم : لا تنه عن خلق و تأتي مثله ÷
عار عليك إذا فعلت عظيم
- الاستفهام : و يكون حقيقيا إذا طلب به معرفة شيء كان مجهولا من قبل .
- الاستفهام الحقيقي لمعرفة ما هو مجهول :
* متى انضمّت الجزائر إلى هيئة الأمم المتحدة ؟ * من الكاتب الذي تحبّ أن تقرأ له ؟ * هل علمت
بالجديد ؟
و قد يخرج
الاستفهام عن حقيقته إلى أغراض أدبية متعدّدة تفهم من سياق الأسلوب , و من هذه
الأغراض ؛ ( التوبيخ , الإنكار , النفي , التعجّب , التعظيم , التحسّر , التحقير ,
الاستعطاف , التمنّي , الالتماس )
* التوبيخ و التقريع , قال تعالى : { أفمن يخلق كمن لا
يخلق أفلا تذكّرون ؟ }
* الإنكار , قال تعالى : { أتأمرون الناس بالبرّ و تنسون
أنفسكم }
* النفي , قال الإمام عليّ ( كرّم الله وجهه ) : "
و هل منهم أحدٌ أشدّ لها مِراساً منّي "
* التعجّب , قال لقيط : مالي أراكم في نياما في بلهنية ÷
و قد ترون شهاب الحرب قد سطعا ؟
* التعظيم , قال طرفة : إنّي لمن معشرٍ أفنى أوائلَهم ÷
قيلُ الكماة : ألا أين المحامونا ؟
* التحسّر , قالت الخنساء : فيا لهفي عليه و لهف أمّي ÷
أيصبح في التراب و فيه يمسي ؟
* التحقير , قال حسّان : أتهجوهُ و لستَ له بكفء ÷
فشرُّكما لخيرِكما الفداءُ ؟
* الاستعطاف , قال جرير : أ أذكرُ الجَهْدَ و البلوى
التي نزلت ÷ أم قد كفاني الّذي بُلِّغْتَ من خبري ؟
* التمنّي , قال جميل : و يقلْن : إنّك قد رضيتَ بباطلٍ
÷ منها فهل لك في اجتناب الباطل ؟
* الالتماس , قال ابن أبي ربيعة : فقلتُ لمُطْرِيهنّ
ويحك إنّما ÷ ضررْتَ فهل تستطيع نفعا فتنفعا ؟
ب / التقديم و التأخير :
1/ التقديم و
التأخير يدخلان في الجملتين الاسميّة و الفعليّة , لأغراض بلاغيّة , كتخصيص
المتأخّر بالتقدّم , أو الاهتمام بأمر المُقدّم , أو للتعجيل بالتلذّذ , أو مراعاة
نظم الكلام و موسيقاه , أو تقوية الحكم و تأكيده أو غير ذلك .
2/ سرّ جمال التقديم أنّه يحقّق إثارة الانتباه , و سرحة
الخيال , بالإضافة إلى الأغراض البلاغيّة التي سبق ذكرها .
2 ) البيــــــان : هو العلم الذي يبحث في الأساليب المختلفة التي تعبّر عن المعنى الواحد
بطرائق متعدّدة , من تشبيه أو استعارة أو كناية أو غيرها . و علم البيان بما يوضّح
من الفروق بين الأساليب , ميزان صحيح لتعرف أنواعها و دراسة أدبية للفحص عن كلّ
أسلوب , و تبيين سرّ البلاغة , و الجمال فيه .
1 – التشبيــــه : هو لون من ألوان التصوير الأدبيّ , يبيّن أنّ شيئا شارك غيره في صفة أو
أكثر , و تعقد هذه المشاركة بينهما بأداة هي " الكاف " أو " كأنّ
" و غيرهما من أفعال مثل : يشبه , يماثل , يضارع , يحاكي , أو أسماء مثل :
مثل , شبه .
* أركان التشبيه : أربعة و هي : - المشبّه – المشبّه به – أداة التشبيه – وجه الشبه . و يجب
في وجه الشبه أن يكون في المشبّه به أقوى و أوضح منه في المشبّه .
* كلّ تشبيه لا بدّ فيه من ذكر المشبّه و المشبّه به ,
أمّا أداة التشبيه و وجه الشبه فيجوز حذفه أحدهما دون أن يخلّ ذلك بالتشبيه , بل
على العكس فإنّ حذف أيّ واحد منهما يعطي صورة التشبيه قوّة أكثر من وجوده .
- أمثلــــــة :
قال الشاعر : كأنّما الماءُ في صفاء ÷ و قد
جرى ذائبُ اللّجين
و قال امرؤ القيس : فعنّ لنا سِربٌ كأنّ نِعاجه ÷
عَذَارى دوارٍ في مُلاءٍ مُذيّلِ
و قال عنترة : أفمن بكـاء حمامـة في أيكـة ÷
ذرفتْ دموعكَ فوق ظهر المِحمل
كالدرّ
أو فِضضِ الجمان تقطّعت ÷ منه عقــائدُ سلكِــه لم يوصلِ
و قال الشاعر : أنت نجم في رفعةٍ و ضياءٍ ÷
تجتليك العيون شرقاً و غرباً
* التشبيه البليغ : هو ما ذكر في المشبّه و
المشبّه به فقط , و حذفت منه أداة التشبيه و وجه الشبه . و هو أقوى و أجمل أنواع و
صور التشبيه , و فيه يظهر المشبّه و المشبّه به و كأنّهما شيء واحد لا شيئان
متماثلان , و ذلك غاية ما يقصد إليه المتكلّم من التصوير و استعماله التشبيه . مثل
:
- قال النابغة : فإنّك شمس و الملوك كواكب ÷ إذا
طلعت لم يبد منهنّ كوكب
* التشبيه التمثيلي : التشبيه من حيث وجه الشبه ينقسم إلى قسمين ؛ تشبيه غير تمثيل , و هو ما
يكون فيه وجه الشبه صفة مفردة . و تشبيه تمثيل , و هو ما يكون فيه وجه الشبه صورة
منتزعة من متعدّد . مثل :
- الصورة المفردة : قال رسول الله ( صلّى الله عليه و
سلّم ) : « أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم »
- الصورة المنتزعة من متعدّد : قال المتنبّي : يهزّ
الجيشُ حولكَ جانبيه ÷ كما هزّتْ جناحيها العقابُ
* التشبيه الضمنيّ : و هو تشبيه لا تذكر فيه أركانه بصورة من صور التشبيه المعروفة , و إنّما
تلمح من مضمون الكلام . و يؤتى به ليفيد بالدليل أنّ الحكم الذي أسند إلى المشبّه
ممكن و ليزيد من قوّة التعبير و بلاغته . مثل :
- قال أبو فراس الحمداني : سيذكرني قومي إذا جدّ
جِدُّهم ÷ و في اللّيلة الظلماء يفتقد البدر
* بلاغة التشبيه : تأتي بلاغة التشبيه و جماله من أنّه يزيد المعنى وضوحا و قوّة تأثير
بالصورة التي يأتي بها , كولك : إنّ حصاني سريع , تعبير لا يبلغ من وضوح المعنى و
قوّة التأثير في النفس ما يبلغه قول امرئ القيس عن سرعة حصانه
مكرّ مفرّ مقبل مدبر
معــا ÷
كجلمود صخر حطّه السّيل من عل
2 – الاستعــــارة : هي تشبيه حذف منه أحد طرفيه , و هي تأتي على نوعين
أ = تصريحية : و هي ما يصرّح فيها بلفظ المشبّه به و يراد منه المشبّه . مثل :
- قال حسّان : لساني صارمٌ لا عيب فيه ÷ و
بحري لا تكدّره الدّلاء
- قال جرير : أعددت للشعراء سمّا ناقعا ÷
فسقيت آخرهم بكأس الأوّل
ب = مكنية : و هي ما يحذف فيها المشبّه به و يرمز إليه بشيء من لوازمه يذكر مع المشبّه
. مثل :
- قال تعالى : { ربّنا أفرغ علينا صبرا , و
توفّنا مسلمين }
- و قال تعالى على لسان نبيّه زكرياء ( عليه السلام ) :
{ ربّ إنّي وهن العظم منّي , و اشتعل الرأس شيبا } .
* تأتي بلاغة
الاستعارة و جمالها من أنّها تتضمّن إحساسا و إثارة أقوى من التشبيه , يقوم على
ادّعاء أنّ المشبّه و المشبّه به شيء واحد , و لذا يصلح أن يعبّر بالمشبّه به مكان
المشبّه أو أن تذكر صفة من صفاته مع النشبّه , كما أنّ في الاستعارة تشخيصا للمعنى
و رسم صورة محسوسة له تزيده قوّة و تأثيرا .
3 – الكنايــــــة : هي لفظ أطلق و أريد به لازم معناه , مع جواز إرادة المعنى الحقيقي منه . و
هي باعتبار المكنّى عنه ثلاثة أقسام ؛ كناية عن صفة , كناية عن موصوف و كناية عن
نسبة . مثل :
- كناية عن صفة = قال تعالى : { فأصبح يقلّب كفّيه على
ما انفق فيها و هي خاوية على عروشها } يقلّب كفّيه كناية عن صفة الندم .
- كناية عن موصوف = قال المتنبّي في وصف أعداء سيف
الدولة المهزومين :
و منْ في كفّه منهم قنـــاةٌ ÷ كمنْ
في كفّه منهم خضــابُ . ففي الشطر الأوّل كناية عن الرجال و في الشطر الثاني كناية
عن النساء .
- كناية عن نسبة = قال المتنبّي : إنّ في ثوبك الذي
المجد فيــه ÷ لضياءً يزري بكلّ ضيــاء
3 ) البديـــــــع : و يتمثّل في المحسّنات البديعية , و هي وسائل تعبيريّة توضّح المعنى و
تثبته و تقوّيه و تزيّن الكلام و تجمّل الأسلوب , و يعمد إليها الأديب تلقائيا , و
بدون تكلّف أو اصطناع , تلبية لدعوة فطريّة شعوريّة , و تنقسم المحسّنات البديعيّة
إلى قسمين هما :
1 – المحسّنات اللّفظية : و يندرج تحتها كلّ من السّجع و الجناس , و يرجع التحسين فيها إلى اللّفظ
أصالة , و إن أدّى ذلك إلى تحسين المعنى , و يظهر أثرها في ألفاظ الأسلوب الأدبيّ
, و أكثر ما تعتمد على تنظيم النغم , و ترتيب الإيقاع المتولّد عن تزيين اللّفظ و
تجميله .
* السجــع : و هو توافق الكلمة الأخيرة من جملة ,
مع الكلمة الأخيرة من جملة أخرى في الحرف الأخير منهما , و هو لون من التوازن
الصوتيّ الذي يكسب الكلام جرسا موسيقيا يلفت النظر و يؤكّد المعنى . و يكون السّجع
لونا أدبيا مقبولا إذا اتخذ وسيلة لتقوية المعنى , بعيدا عن التكلّف و غير ملتزم
في الأسلوب . و يشيع أسلوب السّجع في البيئة الفطريّة الطبيعيّة , و يقلّ كلّما
تقدّم فكر الإنسان و اتجّه إلى السرعة في إنجاز الأعمال . مثل :
- من وصية ذي الأصبع لابنه : " ألنْ جانبك لقومك
يحبّوك , و تواضع لهم يرفعوك , و ابسُط لهم وجهك يطيعوك , و لا تستأثر عليهم بشيء
يسوّدوك " .
- و من وصية سيّدنا أبي بكر الصدّيق ( رضي الله عنه )
لقائده : " و اسمرْ باللّيل في أصحابك تأتك الأخبار , و تنكشف عندك الأستار
" .
* الجنــاس : و هو اتّفاق كلمتين في الهيئة , و اختلافهما في المعنى , و يأتي على نوعين
؛ تام و ناقص .
- الجناس التام : و هو ما اتفق فيه اللّفظان في نوع الحروف و عددها و شكلها و ترتيبها , و
اختلفا في المعنى . مثل
قال أبو تمام : ما مات من كرم الزمان فإنّه ÷ يحيا
لدى يحي بن عبد الله
و مثل قولنا : " شهدت صلاة المغرب في بعض مساجد
المغرب "
- الجناس الناقص : و هو ما اختلف فيه اللّفظان في أحد الأمور الأربعة السابقة إلى جانب
اختلافهما في المعنى . مثل
قال الحطيئة : و باتوا كراما قد قضوا حقّ ضيفهم ÷ و ما
غرموا غُرما و قد غنموا غُنما
و مثل قول الحجّاج : " منْ أعياه داؤه فعندي دواؤه
, إنّ للشيطان طيفا و للسلطان سيفا , إنّي أنذر ثمّ لا أنظر , إنّ الحزم و العزم
سلباني سوطي " .
* و يكون الجناس لونا أدبيا إذا بعد عن التكلّف , و جاء
عفوا تلبية لمتطلّبات المعنى . و الجناس يكسو الكلام جمالا , و يكسبه جرسا موسيقيا
و يحسّنه , و يعبّر عن إحساس الأديب , و يعين على نقل هذا الإحساس .
2 – المحسّنات المعنويّة : و يندرج تحتها كلّ من المقابلة و المطابقة و التورية , و يرجع التحسين فيها
إلى المعنى أصالة و إن أدّى ذلك إلى تحسين اللّفظ , و تجعل الأسلوب الأدبيّ أكثر
جمالا و تأثيرا في النفس ممّا ترسمه من صور المقابلات و المطابقات .
* المطابقة : هي أن يؤتى في الكلام بمعنى و ما يقابله , و يسمّى " طباق الإيجاب
" , أو يؤتى بالمعنى و ضدّه , و يسمّى " طباق السّلب " . مثل :
- طباق الإيجاب : قال امرؤ القيس : مكرّ مفرّ مقبل مدبر
معا ÷
كجلمود صخر حطّه السّيل من عل
و جاء في الحكمة : " ربّ عجلة تهب ريثاً " . (
التضادّ بين مثبتين )
- طباق السّلب : قال تعالى : { يستخفون من الناس و لا
يستخفون من الله و هو معهم } و قال تعالى : { و لا تخشوا الناس و اخشونِ } وقال
الإمام عليّ ( كرّم الله وجهه ) : " يغار عليكم و لا تغيرون , تغزون و لا
تغزون ! " و هذا النوع من الطباق هو ( التضاد بين مثبت و
منفيّ ) .
* المقابلة : هي أن يؤتى في الكلام بمعنيين غير متقابلين , أو أكثر من معنيين , ثمّ يذكر
ما يقابل هذه المعاني . مثل :
- قال لقيط بن يعمر : ما ذا يردّ عليكم عزُّ أوّلكم ÷ إنْ
ضاع آخرُه أو ذلّ و أتّضعا ؟
- قال حسّان : قومٌ إذا حاربوا ضرّوا عدوّهم ÷ أو
حاولوا النّفع في أشياعهم نفعوا
* و لكلّ من
المطابقة و المقابلة أثر في المعنى و الأسلوب , فالمعنى يزداد وضوحا و بروزا و
قوّة بوضع الشيء و ضدّه أو ما يقابله , و الكلام يكتسب جرسا موسيقيا و نغما جميلا يؤثّر
في النفس , و ينقل الشعور , و بذلك يخاطب أسلوب المطابقة و المقابلة العقل و العاطفة
في وقت واحد .
* و يكون هذا الأسلوب لونا أدبيا مقبولا إذا ابتعد عن
التكلّف , و جاء عفوا بحسب متطلّبات الموقف .
* التــوريــة : هي لفظ له معنيان , أحدهما دلالة اللّفظ عليه ظاهرة لكثرة استعماله فيه , و
هو المعنى القريب , و ثانيهما دلالة
اللّفظ عليه خفيّة لقلّة استعماله فيه , و هو المعنى البعيد , ثمّ يراد المعنى
الخفيّ , اعتمادا على قرينة . مثل :
- سئل سيّدنا أبو بكر الصدّيق ( رضي الله عنه ) عن
النبيّ ( صلّى الله عليه و سلّم ) و هما مهاجران إلى المدينة المنوّرة فقال :
" هـــادٍ يهديني " .
- قال بدر الدّين الذهبيّ : الروضُ أحسنُ ما رأيـــت إذا
تكاثرت الهمــوم
تحنو عليّ
غصـــونُه ÷ و يرقّ لي فيه النّســيم
( تحنو , ترقّ ) ظاهر معناهما " العطف و الشفقة و
هو المعنى القريب , أمّا المعنى البعيد الذي يريده الشاعر فهو : ميل الأغصان و لطافة
النسيم .
* و التورية تزيد المعنى وضوحا و العبارة حسنا , كما
تدلّ على براعة الأديب الذي لم يتكلّفها , و على قدرته على الهروب من التصريح
بالمقصود عند الإحساس بالخطر .
* و تكون التورية لونا أدبيا إذا ابتعدت عن التكلّف , و
لم يقصد بها إظهار البراعة التي تضرّ بالمعنى و تخفيه .